حصريا بالموقع

Fourni par Blogger.
mercredi 8 août 2012

قصة ذو القرنين وتمهيد لقصه يأجوج ومأجوج الجزء الثاني


و نستكمل معكم الجزء الثاني من قصة ذو القرنين وتمهيد لقصه يأجوج ومأجوج  الجزء الأول
 
ذهابه إلى شرق الكون وحكمه هناك :
بعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب ، توجه للشرق. فوصل لأول منطقة تطلع عليها الشمس ، وكانت أرضا مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفات تحجب الشمس عن أهلها.

(حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا)

لا يحمى هؤلاء الناس والقوم شيء على الإطلاق ، لا يحول بينهم وبين الشمس شيء ، ليس لهم بناء يكنهم ولا أشجار تظلهم وتسترهم من حر الشمس.

(كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا) أي علم اللـه عز وجل كل ما يدور في قلبه وفي نفسه.فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب ، ثم انطلق.

: وتبدأ الرحلة الثالثة وموقفه مع يأجوج ومأجوج
--------------------------
-----------------------
(حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ) والسدين: الجبلين العظيمين

وصل ذو القرنين في رحلته ، لقوم يعيشون بين جبلين أو سدّين بينهما فجوة.

(وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلا)

لا يعرفون لغة ذي القرنين أو لا يستطيعون أن ينفتحوا على غيرهم من الأمم ، وكانوا يتحدثون بلغتهم التي يصعب فهمها ، فهم قوم منعزلون على أنفسهم ، تعرضوا إلى أشد الهجمات وأعنف الضربات على يدي يأجوج ومأجوج.

فلما رأوا ذا القرنين الملك الفاتح العادل توسلوا إليه وانطلقوا وقوفا بين يديه ، وطلبوا منه أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سدا لهذه الفجوة، مقابل خراج من المال يدفعونه له.

وقالوا (يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرض فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا) 

هؤلاء القوم يقولون لذي القرنين هل نبذل لك من أموالنا ما تشاء وما تريد على أن تبنى لنا سدا منيعا يحمينا من يأجوج ومأجوج.

فرد عليهم بزهد وورع وقال: (قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ)

فوافق الملك الصالح على بناء السد ، وقال لهم لقد أعطاني اللـه عز وجل من وسائل التمكين ما أغنانى به عن مالكم ، أي إن الذي أعطاني الله من الملك والتمكين خير لي من الذي تجمعونه ، كما قال سليمان عليه السلام لرسل ملكة سبأ :(أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم)

ولكنه لمح فيهم الكسل ، فأراد أن يشركهم في هذا المشروع العظيم وفي هذا العمل الضخم، فقال لهم سأساعدكم ولكن !(فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا)

أي قال بلغة العصر: التخطيط الهندسي والمعماري والإنفاق المادي لبناء هذا السد ولإقامة هذا المشروع ، سنتكفل نحن بذلك ، ولكننا في حاجة إلى العمال ، في حاجة إلى عمالة يحملون ويبنون ويقيمون هذا العمل.

وبدأ ذو القرنين المهندس البارع الذي سبق علماء الهندسة المعاصرين بعدة قرون.
(ءَاتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ)

أي اجمعوا لي قطع الحديد الضخمة وأمرهم بوضع هذه القطع في مكان ضيق بين هذين السدين ، فلما وضعت قطع الحديد حتى ساوت قمة الجبلين ، قال: انفخوا النار المشتعلة التي تصهر هذا الحديد ، ولك أن تتصور حجم هذه النيران التي اشتعلت لتصهر أطناناً من الحديد لا يعلم وزنها إلا العزيز الحميد ، اشتعلت النيران تحت هذا الحديد بين السدين في مكان ضيق ، يريد أن يسد على يأجوج ومأجوج الطريق الذي ينفذون منه إلى هذه الأمم المسكينة المغلوبة على أمرها .

فأشعل النيران حتى انصهر الحديد وذاب بين السدين أي بين الجبلين ، فأمر ذو القرنين أن يدخلوا في المرحلة الثانية من مراحل البناء ، ألا وهي أن يذيبوا النحاس حتى ينصهر.

فلما انصهر النحاس أمرهم بصب النحاس على الحديد فتخلل النحاس الحديد فأصبح النحاس والحديد معدناً واحداً ليزداد صلابة وقوة فلا تستطع يدى يأجوج ومأجوج أن تتسلقه أو أن تنقبه. فسدّت الفجوة ، وانقطع الطريق على يأجوج ومأجوج ، فلم يتمكنوا من هدم السّد ولا تسوّره ، وأمن القوم الضعفاء من شرّهم. (فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا)

بعد أن انتهى ذو القرنين من هذا العمل الجبار ، نظر للسّد ، وحمد الله على نعمته ، وردّ الفضل والتوفيق في هذا العمل لله سبحانه وتعالى ، فلم تأخذه العزة ، ولم يسكن الغرور قلبه. ذو القرنين يبين لنا سمات القيادة الناجحة ، وما أحوج الأمة إلى هذه القيادة الفذة ، فلما نظر إلى هذا السد العظيم لم تسكره نشوة القوة والعلم ، لم يقل فن الإدارة !!ا

لم يقل: إنما أوتيته على علم عندي !! كما قال قارون عن ثروته وملكه بأنها من صنعه وعلمه وقدرته هو ، فكان رد قارون جملة واحد تحمل شتى معاني الفساد (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي) لقد أنساه غروره مصدر هذه النعمة وحكمتها ، وفتنه المال وأعماه الثراء.

إنما قام ذو القرنين بنسب الفضل لصاحب الفضل جل وعلا فقال : (قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا)

فسبحان الله العلي العظيم :) 


زكاه العلم تبليغه 
Share في الخير 
قصة ذو القرنين وتمهيد لقصه يأجوج ومأجوج الجزء الثاني
  • العنوان : قصة ذو القرنين وتمهيد لقصه يأجوج ومأجوج الجزء الثاني
  • الوقت : 07:23
  • القسم:

شاهد ايضا

  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Top