ذكرت صحيفة "ميديابارت" الفرنسية أوّل أمس أنّ التّوتّر الحاصل بين منصف المرزوقي رئيس الجمهوريّة المؤقّت و حمادي الجبالي رئيس الحكومة ليس سوى مسرحيّة كوميديّة.
وافاد صحفي الجريدة نقلا عن المحامي الفرنسي للبغدادي المحمودي أن مطعم "الفوكاتس" الشهير في باريس شهد يوم 5 ماي الماضي لقاءا بين المحامي المذكور (مرسيل سيكالدي) وسليم الحصي رئيس المخابرات الليبية الحالي وكذلك سيد الفرجاني القيادي الراهن في حركة النهضة. وذكرت الصحيفة ان اللقاء تركز على مفاوضات حول الارقام السرية لحسابات بنكية للنظام الليبي السابق والتي يحتفظ البغدادي المحمودي بأسرارها.
ويضيف المقال ان سيد الفرجاني اكد لصحفي "ميديابارت"حصول هذا اللقاء لكنه أخفى عنه أنه المبعوث الخاص لراشد الغنوشي رئيس حركة النهضة.
وتوقف المقال عند فصول من السيرة الذاتية لسيد الفرجاني وقربه الشديد من الغنوشي ودوره الكبير في حركة الاتجاه الاسلامي سابقا وفي محاولة الانقلاب الذي كانت مقررة ليوم 8 نوفمبر 1987 على بورقيبة قبل أن يسبق بن علي الجميع ويطيح بالنظام يوم 7 نوفمبر.
وزعمت "ميديابارت" أن راشد الغنوشي هو الذي ارسل الفرجاني للتفاوض في باريس يوم 5 ماي حول امكانيات الحصول على مفاتيح الحسابات البنكية لنظام القذافي مقابل اطلاق سراح البغدادي المحمودي.
وكتبت الصحيفة كذلك أنها ستكشف أسرارا أخرى حول معارضة الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي تسليم البغدادي المحمودي ودخوله في خلاف معلن مع رئيس الحكومة حمادي الجبالي.
وذكر المقال - نقلا عن مصادر من داخل قصر قرطاج نفسه- أن المرزوقي كان موافقا صحبة الغنوشي والجبالي على تسليم رئيس الوزراء الليبي السابق والاستجابة لطلب السلطات الليبية. ولكنه طلب منهما البحث عن مخرج لإنقاذ ماء الوجه وهو الشخصية الحقوقية التي اعلنت للعموم رفضها تسليم المحمودي.
وادعت الصحيفة أن المرزوقي قال حرفيا:" اني معروف في كل انحاء العالم بوصفي مناضلا في حقوق الانسان، واذا ما فقدت هذه الصفة فليس بإمكاني مستقبلا خدمتكم".
وتعتقد الصحيفة ان منصف المرزوقي يعلم جيدا ان حظوظه في اعادة انتخابه ليكون رئيسا للجمهورية بعد مرحلة انتقالية ضعيفة جدا، لذلك يعمل منذ مدة وفي سرية كاملة لترشيحه لجائزة نوبل للسلام. لكن ملف البغدادي المحمودي يهدد صورة المرزوقي ويمكن ان يحرمه من الجائزة التي يطمح اليها.
وتساءل صاحب المقال:" اذا كان المرزوقي رافضا بالفعل تسليم بغدادي المحمودي الى سلطات بلاده فلماذا لم يقدم استقالته بعد تسليم الضحية لجلاديه؟ "
ويذكر أن سيد الفرجاني القيادي في حركة النهضة لم ينف لقاء مطعم "الفوكاتس" حيث سبق له أن أشار سابقا لـ"الصباح نيوز" أنه التقى فعلا المحامي الفرنسي سيكالدي في فرنسا بعد زيارة الليبيين للبغدادي في تونس وكان يرغب في الحصول على أرقام الحسابات وان زيارته لتونس كانت في ذلك الاطار.
وقال الفرجاني ان ادعاءات سيكالدي التي اتهمه فيها بانه يريد الضغط عليه لا اساس لها من الصحة فاللقاء الذي جمعه به في فرنسا بحضور طرف ليبي كان على هامش زيارة قام بها الى باريس وانه قبل دعوة سيكالدي للغذاء كي يقرّب ذات البين بين طرفين واحد يمثله المحامي الفرنسي الذي اضحى يهدد برفع قضايا دولية ضد ليبيا الثورة وطرف يمثله النظام الليبي الذي يريد استرجاع اموال شعبه المنهوبة ..
وقال «انه سبق والتقى المحمودي في سجنه ونصحه بضرورة مساعدة بلده من منطلق انه يشعر كتونسي نهبت بدوره اموال شعبه بقيمة تلك الاموال المنهوبة وانه بعيد عن الحسابات الاخرى».
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire