وتحدث عبدالرؤوف عون قائلاً: "إننا كمسلمين حالياً نقوم بتعقيد الأمور أكثر من اللازم، ومنها ما كانت مباحة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، مثل نظام ملك اليمين ونظام زواج المتعة الذي كان مباحاً، وحتى نظام الزواج التقليدي وهو الوحيد الذي بقي من عهد الرسول قمنا بتعقيده".
وأضاف "نظرتنا خاطئة لملك اليمين، ونظرتنا خاطئة لزواج المتعة، وحتى للزواج التقليدي الذي حولناه إلى تجارة، فبدلاً من أن يتزوج الشاب وعمره 16 أو 17 عاماً، يتزوج وعمره 35 عاماً، بل و40 عاماً".
واستطرد "الزواج أصلاً لا يشترط فيه التوثيق عند مأذون، ولكن يشترط الثقة بين الطرفين" قائلاً إن فكرة "ملك اليمين جاءتني من حوالي 15 سنة، حيث درست بالأزهر من الابتدائي حتى تخرجت في الجامعة، لكني اتجهت إلى كلية الهندسة، وقد درست الفقه والحديث والبلاغة حوالي 7 سنوات، وحفظت القرآن الكريم خلال 6 سنوات في الابتدائي".
ملك اليمين لا تلتزم بالحجاب
وقال عبدالرؤوف عون: "نسبة كبيرة من الفتيات المسلمات لا تستطيع الالتزام بالحجاب ولا هي مقتنعة به. فجاءت الفكرة.. طالما أن الله أباح للمرأة ملك اليمين، فمن الممكن أن تكشف شعرها ولا تلتزم بالحجاب المتعارف عليه بيننا، ولها الحجاب الخاص بها، وهو إخفاء ما بين السرة والركبة. وكان عمر بن الخطاب يمشي بالشارع، فإن وجد ملك يمين مغطاة وتلبس حجاباً يزيل عنها الحجاب. وسيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: "كان إماء عمر يخدمننا وشعورهن تتدلى على صدورهن".
وعلق: لا ينفع أن نضيق على الناس شيئاً وسّعه الله، الذي قال في القرآن الكريم "فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ". ويقول في وصف المؤمنين "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ".
عون: فتحتُ باباً حلالاً لكشف الشعر
ويواصل حديثه: "أحببنا أن نؤكد للجميع أن علاقة الزواج وعلاقة ملك اليمين مبنية على الحب والرحمة، وليس علاقة تجارية مبنية على المال، فكان مهرها آيات من القرآن، ولذلك قلت لها: قبلت وكاتبتك على سورة الإخلاص، لكي تبقى العصمة في يديها، فلو أرادت في أي وقت أن تنفصل تقرأ تلك السورة وبذلك تصبح حرة مني".
وقال عبدالرؤوف عون "هو نظام يماثل في الكثير نظام الزواج، ولكنه يبيح للمرأة أشياء لا يبيحها ذلك النظام".
نادية: ملّكت نفسي عن اقتناع
وشرح عون "إن نادية هي زوجته من الأصل وشرعا، وتزوجها في السعودية بقسيمة، وقد تزوجها فيما بعد زواج ملك يمين، ليثبت أنه جيد ويجب أن يعود".
الدكتور النجار: عبث بالأعراض وأطالب بإجراءات قانونية ضدهم
وتابع "لا يوجد ملك يمين الآن فهو انتهى، وهذه التي قالت للشيخ ملكتك نفسي يجب أن تتوب إلى الله، والشيخ يجب أن يتوب إلى الله، لأنها لا تملك نفسها حتى تملك نفسها، لأن الإنسان الحر لا يدخل تحت اليد، وهذا من قواعد التشريع الإسلامي. الرسول عندما وجد خروجا عن المألوف فيما يتعلق بالزواج والطلاق ورأى رجلا طلق امرأته بلفظ واحد، قال: "أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم".
وقال الدكتور النجار: ملك اليمين معناه أن تكون أمة مملوكة لشخص، ولا يوجد رق حاليا. هذه سيدة حرة، وتمليك امرأة معناه أن الأولاد الذين سيأتون منها سيأخذون حكمها في الرق، أي إنجاب عبيد وخلق أجيال أذلاء.
وأضاف أن الناس الذين صدقوا ذلك وحضروا الحفل قوم يجب أن يتوبوا إلى الله، وأطالب جهات التحقيق بإلحاق العقاب الملائم لهذا الأمر الذي يشكل فعلا فاضحا علنيا، مطالبا باتخاذ الإجراءات القانونية، لأن هذا انتهاك للحرمات والأعراض.
وقال إن الإسلام أنهى مبكرا هذا الأمر بتحرير الأرقاء وإغلاق كل منافذ الرق.
عالم أزهري يستنكر الواقعة
وأكد الدكتور أبوطالب "أن الإسلام رغم أنه أقر زواج ملك اليمين إلا أنه في نفس الوقت حاربه لأنه يعطي للعبودية تقنيناً وواقعاً ولكن الاسلام حارب العبودية وحارب كل أشكالها ومنها زواج ملك اليمين".
وأضاف الدكتور أبوطالب "أن زواج ملك اليمين كان في الأصل أن يشتري الرجل "أمة"، أي عبدة كما يشتري سيارة ويجوز له أن ينكح تلك الأمة من قبيل الاستمتاع بما امتلك، وقد حارب الإسلام هذا الأمر وهو لا يعد زواجاً وإنما هو استمتاع بالمرأة فقط وانتهى مع انتهاء عصر العبودية".
وتابع الدكتور حامد أبوطالب حول "ظهور سيدة تتزوج بملك اليمين وفق الألفاظ التي ذكرت فهذا ليس في الإسلام في شيء وتكييف لحقيقة فقهية تكييفا خطأ، فلا يجوز للمرأة وهي حرة أن تقول لشخص ملكتك نفسي لأنها حرة بالأساس والناس جميعاً في ظل الاسلام أحرار وليس منهم الآن عبيداً".
وأوضح أبوطالب أن ما فسّره الداعية المذكور حول كشف هذه السيدة لعورتها تحت دعوى أنها ستتزوج زواجاً بملك اليمين لا أصل له في الشريعة ويجب أن نتصدى له وأن يتدخل علماء الأزهر لوقف مثل هذه الأمور.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire